معلومات
- النوع: بحث
- الكاتب: أ.م.د.محمد تركي كتوع
- التاريخ والوقت: Sept. 12, 2022, 9:29 a.m.
نبذة مختصرة
إنَّ علم أصول الفقه هو ميزان الاجتهاد الفقهي، توزن فيه الفتاوى والأقوال، وأهم مبحث من مباحثه القياس، وأهم مبحث من مباحث القياس العلَّة؛ فالعلَّة تعدُّ مناطاً للأحكام الشرعية، توجد بوجودها وتنعدم بعدمها، فكان من الضرورة بمكان ضبطها وتحرير أوصافها. ومن أقسام العلَّة التي ينبغي ضبطها وتحريرها وبيان آثارها وتطبيقاتها "العلَّة المركبة"، وهي العلَّة التي تشتمل على وصفين فأكثر، والحكم يتعلّق بمجموع أوصافها، مثل علَّة القصاص، هي علَّة مركبة من ثلاثة أوصاف: «القتل – العمد - العدوان»، رُكِّب بعضها مع البعض الآخر، فكونت بمجموعها علَّة واحدة، والعلَّة المركبة حجة عند جمهور الأصوليين، وهي صالحة لتعليل الحكم الشرعي بها وتعليقه عليها. والتعليل بالعلَّة البسيطة المفردة أرجح وأقوى من التعليل بالعلَّة المركبة؛ لأنَّ العلة كلّما زادت أوصافها ضعفت؛ لأنها تحتاج إلى اجتهاد أكثر، وبالتالي يزيد فيها احتمال الخطأ، وكلَّما قلَّت أوصافها قويت؛ بسبب قلَّة حاجتها للاجتهاد. ولقد كانت العلَّة المركبة كانت سبباً للاختلاف بين الفقهاء في العديد من المسائل الفقهية والوقائع المعاصرة، مما يدلُّ على أنَّ مفهوم العلَّة المركبة ليس مفهوماً مجرَّداً، وإنما هو مفهوم متصل بالواقع العملي، ظهرت آثاره في الكثير من الفروع والأحكام الاجتهادية.