معلومات
- النوع: بحث
- الكاتب: سفيان المحيميد - أ.م.د.محمد رشيد
- التاريخ والوقت: Oct. 7, 2022, 9:59 a.m.
نبذة مختصرة
وجد المجتمع المدني محدداته على يد المفكرين الغربيين منذ عهد أرسطو إلى ماركس إلى غرامشي. وتم إيجاد هذا المفهوم كوسيلة للتوسط بين الجمهور والدولة، أما في تونس فقد ظهرت البدايات الأولى للمجتمع المدني في أواخر القرن التاسع عشر على شكل جمعيات، ثم ارتفع مستوى النشاط في هذا الميدان بعد الحرب العالمية الأولى ليظهر أول حزب في تونس. وقد ترافق المجتمع المدني مع صعود مصطلح التحول الديمقراطي الذي يتم تداوله بكثرة في الفترة الأخيرة على صعيد عالمنا العربي، وهو مصطلح طارئ على المجتمع العربي وعلى تونس على حد سواء، فتونس كما هو حال باقي البلاد العربية عاشت انقلابات عسكرية وتعاقبت عليها الحكومات الدكتاتورية خلال القرن الأخير. جاءت الثورة التونسية لتفتح الباب واسعاً على الأنظمة العربية في سبيل تحقيق التحول الديمقراطي المنشود، ومن أجل ذلك فقد توحدت أغلب فئات الشعب تحت راية هذا الشعار، ولأول مرة في العصر الحديث كان التحول الديمقراطي نابعاً من داخل المجتمعات العربية، وكان المجتمع المدني منطلقاً أساسياً في هذا الحراك الثوري الشعبي. واستطاعت مؤسسات المجتمع المدني رغم حداثة ظهورها أن تكتسب ثقة الفئة الواسعة من الجماهير المشاركة في التحول الديمقراطي، وفي تونس كانت مؤسسات المجتمع المدني ممثلة بالنقابة الوطنية التونسية للمحامين ونقابة الصحفيين التونسيين كنماذج من المجتمع المدني التونسي أحد قادة الحراك الثوري، حتى بعد سقوط نظام بن علي استطاع المجتمع المدني التونسي أن يكون رقيباً على عمل الحكومة التي شكلتها الثورة كما استطاع محاربة الفساد واستطاع من خلال دوره كوسيط بين المجتمع والحكومة خلق ثقافة سياسية داعمة للتحول الديمقراطي التي تعد الأساس لأي تحول ديمقراطي منشود. وقد استطاع المجتمع المدني تكليل نجاحه من خلال انتخاب مجلس قومي تأسيسي وإعادة تشكيل السياسة ومحاربة النزعة الاستبدادية المحدثة، وكان تتويج هذا النضال هو النجاح في اصدار أول دستور في العهد الديمقراطي الجديد بأيدٍ وطنية خالصة دون تدخل خارجي.