تحت عنوان "استبدال تداول الليرة السورية في المناطق المحررة التحديات والآليات المقترحة" أقيم اليوم الاثنين على مدرج الجامعة ندوة حوارية شارك فيها كل من الدكتور عبد الحكيم المصري وزير الاقتصاد والمالية في الحكومة السورية المؤقتة والدكتور معروف الخلف عميد كلية الاقتصاد والإدارة.
واستعرض الوزير في مستهل حديثة وضع الاقتصاد السوري قبل الثورة وخلال الثورة حتى موازنة 2020 التي أقرها النظام حديثا وكيف أنهار الاقتصاد في كافة المؤشرات المالية والاقتصادية حيث شهدت موازنة 2020 عجزا كبيرا وصل إلى 1.5 ترليون ليرة سورية، حيث بلغت موازنة هذا العام 4 ترليون وهذا العجز وصل إلى 37.5 %.
وبين الوزير أن هذا العجز والعجوزات السابقة أدى إلى قيام النظام بإصدارعملة نقدية بدون غطاء انتاجي مما أدى إلى إنهيار سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأخرى والذي أدى إلى ارتفاع الأسعار وحدوث تضخم .
وتحدث الوزير عن المديونية الداخلية والخارجية عند النظام والتي سوف تنعكس حكما عليه في أوقات لاحقة، وقد يصل سعر صرف الليرة 2000 ليرة للدولار الواحد .
وبين الوزير أن أهم المبررات التي تدعونا إلى استبدال الليرة بعملات أخرى وخصوصا الدولار والليرة التركية هي انهيار الليرة وعدم استقرارها وتذبذبها وخسارتها 95% من قيمتها، وبأي لحظة تنهار وعدم استقرار الاسعار بالإضافة إلى وجود دخول للموظفين في المناطق المحررة بالدولار والليرة التركية تساعد في استبدا ل الليرة بهذه العملات.
وتحدث الوزير عن الصعوبات التي تواجه استبدال الليرة السورية وهي عدم وجود كتلة نقدية بالدولار والليرة التركية في المناطق المحررة بالإضافة استمرار وجود تبادلات تجارية مع النظام.
ومن جانبه تحدث الدكتور معروف الخلف عميد كلية الاقتصاد والإدارة عن التحديات التي تواجه استبدال تداول الليرة السورية والتي تتمثل في عدم وجود بنك مركزي وسياسة نقدية وعدم وجود رقابة على مكاتب الصرافة، وأكد الخلف على ضرورة أن يكون هناك وعي وإدارك اقتصادي لدى الافراد في أهمية عملية الاستبدال، وأن تكون هناك رقابة عالية على حركة النقد في المناطق المحررة.
وتطرق الخلف إلى الحلول المقترحة وهي إيجاد مناخ استثماري مناسب للمشروعات الاقتصادية والعمل على إقامة منطقة حرة ومدن صناعية لتشجيع المستثمرين على الاستثمار في المناطق المحررة بالإضافة إلى العمل على الاستيراد من الخارج وخاصة من تركيا ضمن تسهيلات اقتصادية والعمل على منع جلب السلع من مناطق النظام حتى لا يساعد ذلك في دخول عملة صعبة إلى مناطقه وأن لا ينقل عدوى معدلات التضخم إلى المناطق المحررة
وبين عميد كلية الاقتصاد والإدارة أن عملية استبدال التداول في الليرة السورية عملية ضرورية جدا لتلافي حالة الافقار القسري التي تأكل مدخرات المواطنين وتتلاعب بلقمة عيشهم مما يؤثر بشكل سلبي على مستوى معيشتهم ويجعلهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع.
تخلل الندوة مداخلات من قبل الحضور تركزت معظمها عن الامكانيات المتاحة لا ستبدال تداول الليرة السورية والمخاطر التي ربما تنتج عن ذلك بالإضافة إلى دور بعض التجار في دعم النظام اقتصاديا من خلال استمرارهم بزيادة التبادل التجاري معه.